البلاغة من الابتهال إلى العولمة ـــ حنا عبود

دراسة

عنوان الكتاب: البلاغة من الابتهال إلى العولمة

اسم المؤلف: حنا عبود

سنة الإصدار: 2007

عدد الصفحات: 262

السعر داخل القطر: 600

السعر خارج القطر: 800

 

صدر عن اتحاد الكتّاب العرب كتاب هام للناقد حنا عبود. ويقع في اثني عشر فصلاً، تتناول البلاغة في مضامينها ومظاهرها المختلفة وعبر أزمنة وحقب تاريخية عديدة.

في المقدمة، يرى المؤلف أن البلاغة خاصة إنسانية ينفرد بها بنو البشر جميعاً بلا استثناء. وأوّل من جعلها علماً هم الإغريق ومع أنهم استخدموها لإعادة الحقوق في بادئ الأمر إلا أنها أصبحت أداة مستقلة قائمة بذاتها تستغل لخدمة الباطل مثلما كانت تستغل لخدمة الحق ولذا فإن المختصين الخبراء يسعون إلى وقف استخدام البلاغة لأنه عن طريقها يمكن تضليل أفراد أو مجموعات بشرية ضخمة جداً. إذ أن إطلاق شائعة مشينة كبيرة لا يحتاج لأكثر من كلمة واحدة، بينما قد يحتاج تكذيب الشائعة إلى عمر بكامله، وقد تنتقل من جيل إلى جيل دون أن يستطيع أحد القضاء عليها وإظهار حقيقتها وما يكمن وراءها. وهذه الشائعات تُنسج على نول البلاغة كما يقول المؤلف، وإن كل شائعة متقنة الصنع بلاغياً تكون الأقدر من غيرها على الثبات والعمل.

من أين تأتي البلاغة؟

تأتي البلاغة من خلفية طبيعية، إذ أن مظاهر طبيعية عديدة قُدّست كما قُدّست بعض الحيوانات. ويمكن القول أن اللغة ستبدو عاجزة عندما تواجه مشكلة التعبير عن اللون لولا الطبيعة. كما تأتي البلاغة من خلفية إنسانية وأخرى عقلية... فالبلاغة لا حدود لها وتشمل كل ما يستخدمه الإنسان لبلوغ مأرب أو تحقيق غاية، وهذا يشمل جسده ولباسه وحركاته، وبكلام آخر فإن كل ما انتقل من الدلالة الحقيقية إلى الأداء المغرض الذي يتخطى المدلول الواقعي هو بلاغة.

في الحديث عن علم البلاغة يرى المؤلف أنه ظلّ علماً كلامياً يعمل على الفصاحة والخطابة من غير أن يُلتفت إلى البلاغة غير الكلامية. وعندما كانت الكلمة المنطوقة هي السائدة كانت البلاغة تعني الخطابة.

يرى المؤلف أن البلاغة لا تنشأ من تجربة منفصلة إذ لا وجود لتجربة منفصلة أصلاً. إنها حاجة لاستيعاب الكون وفهمه، أو لتكوينه وفقاً لأغراض الإنسان. وقد أسهم العالم المتنوع والكون الكبير في تكوين عناصر البلاغة التي باتت أداة بيد الإنسان. وقد تعددت أشكال البلاغة بتعدد أغراضها. وفي أحد أغراضها تمارس البلاغة صناعة الكذب حتى قيل أن كل كلام جريمة، بيد أن المؤلف يؤكد أن هذا الرأي لا يمثل إلا جزءاً من الحقيقة، فثمّة محاولات جادة لتحويل البلاغة من صناعة كذب إلى صناعة فرح ومحبة وخدمة الثالوث اليوناني الأقدس: الحق والخير والجمال.

وعن الصراع بين هذين المعسكرين ينتقل المؤلف للحديث عن أبرز المعالم أو "التضاريس" في تاريخ البلاغة. فيرى أن ثمّة علاقة بين البلاغة والديموقراطية اليونانية. "فالديموقراطية نوّعت الخطابة وخلقت لها وظائف لم تكن لتوجد في ظل الاستبداد الشرقي. فلولا اليونان لما عرفنا "المرافعة" أمام المحاكم أو الخطابة المسرحية أمام الجمهور...".

ثم يعرض المؤلف بدءاً من الفصل الثاني لتطورات البلاغة. فالطوطمية جاءت بربات الفنون. والأحداث الهامة التي طبعت تاريخ العالم مثل الثورة الفرنسية والثورة الروسية والخطابات التي رافقت هذين الحدثين خلقت بلاغة الأحداث والتي تجلّت أيضاً في الحرب العالمية الثانية خاصة في روسيا وألمانيا لحشد صفوف المواطنين. ليصل إلى العولمة حالياً وبلاغتها المتعددة والأشكال...

مؤلف الكتاب هو الناقد المعروف حنا عبود الذي قدّم للمكتبة العربية عدداً كبيراً من المؤلفات النقدية /14/ والمترجمات الأدبية /25/ ومترجمات فلسفية واجتماعية وسياسية /16/ كتاباً.

يقع الكتاب في 262 صفحة من القطع الكبير. ويباع بسعر (600) ل.س داخل القطر و(800) ل.س خارج القطر .